![]() |
| Wikipedia |
صحيت علشان انزل الكلية زي كل يوم الصبح لقيت راجل عجوز اوي سنه فوق الستين سنة واقف ناحية شريط القطر لما كنت بعدي السكة. عديت السكة و مفكرتش وقتها هو واقف ليه و معداش هو كمان. تاني يوم الصبح لقيته بردو واقف استغربت هو بيقف كل يوم هنا و لا ايه بس المرة دي ركزت في لبسه. كان لابس جاكت شبه بتاع موظفين السكة الحديد. فكرت انه ممكن يكون ناظر المحطة مثلا بس ايه هيجيب ناظر المحطة هنا ده واقف في المكان اللي الناس بتعدي السكة منه مش علي المحطة نفسها. يا تري مين الراجل ده و واقف هنا ليه؟
بدأت اسأل عنه هو مين و ايه حكايته. عرفت شوية من الحقيقة و استنتجت باقي الحكاية. عم سيد هو راجل طلع معاش كان شغال في السكة الحديد و لحبه الكبير لشغله مقدرش يقعد في البيت و قرر ينزل يعمل اللي هو شايفه صح. ينزل كل يوم الصبح بدري سواء كان يوم مطر ، حر بقي و لا صيام ينزل معاه صفارته. يصفر وقت ما القطر يكون هيعدي ينبه الناس وقت ما يكون القطر جاي علشان ميعدوش يرد السلام علي الناس. يدعي لناس و يهزر مع ناس. الكلمة الطيبة دايما بتطلع منه بشوفه بيضحك و يهزر و الناس تقف جنبه و تتكلم معاه و يسمعهم و يرد عليهم. ينصح واحد معدي بيعمل حاجة غلط أو مش بيرد سلام بينصحه بطريقة طيبة. كلامه فيه حكمة مش بيقول اي كلام و خلاص كلامه مليان معرفة و خبرة سنين كتيرة.
كنت الأول بكره ان القطر يعدي من قدامي لما اجي اعدي السكة. دلوقتي بحس اني محظوظة لأن الوقت اللي هسمع فيه كلام عم سيد هيزيد. يا ريت نبقي عم سيد و نعمل اللي احنا بنحبه. عم سيد هو مثال لحب العمل بالنسبالي. كل يوم لما بشوفه الصبح بيفكرني بالمعاني دي. حب العمل و الكلمة الطيبة و حب الناس. عم سيد راجل بسيط اوي بس عظيم اوي اوي. انا محظوظة اوي إني بشوف عم سيد الصبح كل يوم . يا ريتنا نقدر نكون زي عم سيد و تبقي مساعدة الناس و تقديم خدمة ليهم غالي عندنا كده..
شكرا يا عم سيد...
